مئات الشهداء في ليبيا وجيش من المرتزقة ينفذ المذابح بعد انحياز وحدات عسكرية للثوار

بلغ عدد الشهداء في الثورة الليبية أكثر من 600 شخص حسب مصادر المنتفضين و قد عمت الانتفاضة جميع المدن الليبية و سقطت سيطرة النظام في المناطق الشرقية و الغربية من البلاد و حوصر القذافي و مناصروه المتبقين داخل طرابلس الغرب التي تزحف نحوها مسيرات شعبية ضخمة و تغلي من داخلها بالتظاهرات و قد استخدم النظام الليبي جيشا من المرتزقة الأفارقة في تنفيذ المجازر ضد المتفضين .

ولم تعد التظاهرات مقتصرة على بنغازي وطبرق في الشرق بل امتدت جنوبا وغربا ووصلت الى مصراتة القريبة من طرابلس وفرضت السلطات الليبية تعتيما كاملا على ما يدور في البلاد ومنعت تحرك الصحافيين وعملهم في المدن المضطربة، فاكتفى المراسلون بالأخبار الرسمية أو الاتصال بشهود عيان في عين المكان انطلاقا من طرابلس.

في هذا السياق قال شهود عيان امس الأحد إن مجموعة من المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الزعيم العقيد معمر القذافي أسروا 30 شخصا من المرتزقة الأفارقة الذين يقاتلونهم في مدينة شحات شرق بنغازي (1200 كلم شرق العاصمة) ويشارك مرتزقة من تشاد والسنغال وإفريقيا الوسطى وزيمبابوي وسيراليون في عمليات قمع المتظاهرين في منطقة الجبل الأخضر.

ومقابل كشف المتظاهرين عن وجود مرتزقة أفارقة، تحاول السلطات الحديث عن وجود مواطنين من جنسيات عربية ضمن 'شبكات تعمل على ضرب استقرار ليبيا'. كما تحاول السلطات، عن طريق مراسلي بعض وكالات الأنباء الغربية، ترويج حديث عن دور مزعوم للإسلاميين وتنظيم القاعدة في أسر وقتل الجنود وقوات الأمن.

وتواصلت الاحتجاجات المناهضة للقذافي أمس الأحد وسجلت مدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات أعلى حصيلة للقتلى ومع منع الصحافيين من السفر إلى بنغازي وقطع خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة من جانب الحكومة، فإن الحصول على معلومات يمكن الاعتماد عليها عن الوضع في البلاد الخاضعة لحكم معمر القذافي منذ عام 1969، أمر صعب.

وقال موقع 'ليبيا اليوم' الذي يتخذ من لندن مقرا له، والذي أشار إلى أن حصيلة بنغازي بلغت 208 قتلى، إن الجيش استخدم قذائف 'آر بي جيه' وأسلحة ثقيلة أخرى صوب المتظاهرين.

وقالت شاهدة عيان إن الجنود ليسوا ليبيين، بل مرتزقة من مالي.

وقال شاهد آخر من بنغازي طلب عدم نشر اسمه بالهاتف لرويترز امس ' جرت مذبحة هنا الليلة الماضية.'

وأضاف أن قوات الأمن تستخدم أسلحة ثقيلة مضيفا 'انضم الكثير من الجنود ورجال الشرطة للمحتجين.'

وقال شاهد عيان ثالث طلب هو الآخر عدم ذكر اسمه لرويترز إن 'نحو 100 ألف محتج يتوجهون الآن إلى المقبرة لدفن الشهداء وقال طبيب بمستشفى في بنغازي إن الضحايا أصيبوا بجروح بالغة بسبب استخدام بنادق القناصة. ووصفت مصادر محلية ما وقع في بنغازي بأنه 'مجزرة رهيبة'.

من جهتها، قالت مصادر حقوقية إن قوات الأمن الليبية أطلقت الرصاص الحي من أسلحة رشاشة على موكب جنائزي كان يشيع قتلى مواجهات الخميس والجمعة، فأسفرت هذه العملية عن عشرات القتلى والجرحى.

وأشار شهود عيان يقيمون في بنغازي إلى أن القذافي 'طلب أعدادا أخرى من المرتزقة الماليين لأنه لا يثق في الشعب الليبي' على حد قولهم .