menu

اخر المواضيع

معمر القذافي من أم يهودية

معمر القذافي من أم يهودية



ما هو مصير معمر القذافي بعد ذيوع السر؟ وكيف سيتعامل الشعب الليبي معه؟ هذه الأسئلة قد لا يجيب عنها هذا الكتاب، ولكن قد تكون الإجابة في كتاب "أوراق الموساد المفقودة" الذي ينص... "إلا إذا ما ذاع السر بأننا نحن (الموساد) عرابوه ونقف من ورائه، فإنه لا يستبعد أن يقوم رفاقه بشنقه".

نعم... إن من حقنا ومن حق الشعب الليبي كله أن يعرف من هم أخوالك... إننا نعلم أن ذلك قد لا يهمك ولا يعنيك في كثير أو قليل... فإننا كما نعلم ويعلم العالم كله أنك أنت "الثائر والمفكر الأممي"، وأنت "الأمين على القومية العربية" وأنت "إمام الأئمة"، وأنت مبتكر نظرية عسكرية جديدة في السوق والتعبئة "نظرية هجوم الجراد ودفاع القنافد"، وأنت صاحب "النظرية العالمية الثالثة" التي تطرح نفسها كحل وحيد ونهائي لكافة مشاكل البشرية السياسية والإقتصادية والإجتماعية في شتى أصقاعها، وأنت مخترع "النظام الجماهيري" المؤهل – على الأقل في نظرك – لأن يرث وأن يخلف كافة النظم السياسية في العالم أجمع، وأنت مهندس "النهر الصناعي العظيم" أعجوبة العالم الثامنة، والذي تصورنا – لولا خطبك الأخيرة – أنه سيقدم هو الآخر الحل النهائي لمشكلة المياه في ليبيا وربما في غيرها من الأصقاع المتاخمة لها.

وأنت فضلاً عن ذلك مبدع عدد من القصص العالمية من بينها قصة "الفرار إلى جهنم" التي لا نشك أنها هي الأخرى قد ترجمت إلى عدد من اللغات الحية، وأنت ناظم عدد من القصائد العصماء مثل قصيدة "حافظ... حافظ لا تهتم... نحن شرابين الدم"، وأنت مصمم عدد من أجمل الأزياء الرجالية والتي من أشهرها "القفازة الواحدة البيضاء" التي يلبسها القادة والزعماء أثناء حضورهم مؤتمرات القمة العربية، وعباءات "الرجال" الحريرية ذات اللون البني الصحراوي الخشن، والملمس الحريري الناعم... وأنت أخيراً "الدكتور" معمر (وأن صح أن تسمى الدكاترة لأن دكتوراه واحدة لا تليق بمقامك وإنجازاتك العلمية).

نعم، أنت كل ذلك... ومن ثم فلا يهمك ولايُنقص من قدرك ولا يزيد من شأنك أن يعرف الناس من هم أخوالك، أو من هو والداك... بل سوف لن ينقص من قدرك، بجانب كل هذه الأمجاد والمآثر، أن تكون حتى مجهول الأبوين كلية... بل حتى لو علم الناس أنك "إبن سفاح"... أفليس عدد من القادة والزعماء اليوم وفي الماضي هم "أبناء سِفاح"...

نعم كل ذلك صحيح... ولكن فلتعذرنا يا معمر وليعذرنا بقية المعجبين بك و"بأمجادك" و "بطولاتك" الوطنية والقومية والإسلامية والأممية... فنحن – الشعب الليبي – كما تعلم وكما وصفتنا مراراً شعبٌ بدوي بسيط إلى حد التخلف، يعيش البداوة بكل أعرافها وتقاليدها، وقد زاد من تعلقنا بك وببداوتنا أنك قدمت لنا نفسك منذ استيلائك على السلطة في بلادنا وطوال هذه السنوات، التي عرفناك فيها، بأنك "ابن الخيمة" و "ابن حليب الناقة" و "ابن البادية" وأنك جئت لتنتصر لأخلاق البادية وأعرافها الأصلية على أخلاق الحضر الممسوخة... وأنك فوق ذلك كله "فارس الصحراء العربية" (حتى تمنى أحد أعوانك أن يكون جواداً كي تمتطيه أيها الفارس).

غير أنه لا يخفى عليك يا معمر أن البادية هي قبائل وبيوت وبطون... وهذه تعني الأنساب... والأنساب كما تعلم يا معمر هن آباء وأعمام وأجداد كما هي أخوال أيضاً.

ولا يجادل أحد في أنك قدمت لنا المدعو محمد أبومنيار قذاف الدم على أنه والدك ومن ثم فقد عرفناك من قبيلة "القذاذفة" ومن بيت القحوص تحديداً.

كما قدمت لنا أعمامك وتحدثت عن أمجادهم وبطولاتهم... وأسهبت في الحديث عن واحد منهم وعن إعجابك به إلى درجة أنك سميت أحد أبنائك بإسمه وهو "الساعدي"، كما أطلقت إسمه على أهم كتائب الأمن العسكرية في قواتنا المسلحة الليبية المتمركزة في مدينة سرت والتي يرأسها العقيد "خليفة احنيش القذافي" خلفاً "لسيد قذاف الدم".

كما قدمت لنا سائر أبناء عمومتك وإن صح أن نقول سائر أمراء قبيلة القذاذفة، ابتداء باحنيش ومسعود عبدالحفيظ والإخوة قذاف الدم واشكال والبهيم والمجذوب ومروراً بالكيلبو والهيبلو والزوام والدليو والتواتي وقَرين، وذلك من خلال إسنادك لهم أعلا المناصب والرتب المدنية والعسكرية وإعطائهم أقوى وأوسع الصلاحيات وفتح خزانة الشعب الليبي على مصراعيها أمامهم حتى غدوا وأنت منهم من أغنياء العالم.

ولم تكتف بذلك، فقد طلبت لقبيلة القذاذفة "المكاتبات" و"المؤاخاة" و"التحالفات" من معظم القبائل الليبية في شرق البلاد وغربها وجنوبها.

وليس ذلك فحسب، بل لم تتردد في الإدعاء خلال السنوات الأولى لقيام الثورة الإسلامية في إيران بأن نسبك يلتقي مع نسب الإمام الخميني عند الجد السادس، وما زلنا نذكر أنك وخلال إحدى جلسات مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في العاصمة العراقية بغداد في شهر مايو-آيار من عام 1990، ادعيت أيضاً أن أجدادك رحلوا إلى ليبيا من العراق... وكيف تمنيت لو أنهم لم يرحلوا وبقوا بالعراق.

والكل في ليبيا يعلم أنك لم تكتف بإلقاء الخطب وإقامة الإحتفالات إحياء لجهاد أجدادك وأعمامك ضد الطليان الغزاة. وما الإحتفالات التي جرت منذ عدة سنوات إحياء لمعركة القرضابية الشهيرة عنا ببعيد... بل الكل يعلم أنك لم تتردد في إعادة كتابة بعض صفحات من التاريخ الليبي – ولا أقول تزييفه – كي تخصص فيها "فصولاً" تتحدث عن جهاد والدك "محمد ابومنيار القذافي" الذي مات "شهيداً" متأثراً بجراحه بعد أربعين سنة (نعم أربعين سنة منذ إصابته بتلك الجراح)، ولم تتردد في إقامة ضريح له بمقبرة الهاني بطرابلس، ولا يستطيع أي زائر لليبيا إلا أن يدرج في مراسمه زيارة ذلك الضريح وقراءة سورة الفاتحة على روح "شيخ الشهداء" الجديد بعد أن نقلت رفات شيخ المجاهدين الحقيقي عمر المختار إلى بلدة سلوق النائية.

نعم إن الشعب الليبي يعرف كل ذلك ويذكره...

ولكنك تعلم يامعمر أن الأنساب في باديتنا ووفقاً لأعرافها وتقاليدها ليست آباءً وأعماماً فقط ولكنها أيضاً "خؤولة" و "أخوال"...

ونحن لانشك في أنك تدرك ذلك حق الإدراك.. فأنت "بدوي قح".. عشت وترعرعت في البادية ورعيت الغنم فيها... وتنقلت بين نجوعها، ولا نشك أنك سمعت ذات يوم بالمثل الليبي الذي يقول "الثلثين للخال والخال والد" أو ذلك المثل الذي يقول "دور لولدك عن مخول".

ولا نشك في أنك تدرك أننا كليببين وبخاصة في باديتنا نفخر بأخوالنا قدر فخرنا بآبائنا... ولأنك تدرك أهمية الأخوال بالنسبة للأبناء فقد فهمنا لماذا كانت أول خطوة قمت بها بعد نجاح إنقلابك هي تطليق زوجتك الأولى ابنة عقيد الشرطة المرحوم "نوري خالد" ووالدة ابنك الأكبر محمد، وزواجك من بديلتها التي تنتسب إلى قبيلة "البراعصة" إحدى أهم القبائل في المنطقة الشرقية من ليبيا.

ولكن ورغم كل هذه الحقائق، فمن الثابت والغريب والمثير للتساؤل في ذات الوقت، أنه لم يحدث قط أنك تحدثت عن أخوالك، أو قدمتهم إلى أبناء شعبنا بأي صورة من صور التقديم، كما لم يحدث أن تقدم أحد من أبناء شعبنا ومن أي قبيلة من قبائله أو أي منطقة من مناطقه مدعيا أنه خالك أو أنه من أخوالك رغم ما في ذلك من شرف عظيم له – كما تعلم – ورغم ما يترتب على ذلك له من حظوة ونفوذ ينالهما شعبياً ورسمياً، بحكم الخوف أو الطمع أو النفاق.

نعم... نحن لا نجادل في أنك قدمت لنا المرحومة السيدة "عائشة بالنيران علي" على أنها والدتك.. وتحدثت عنها في أكثر من حلقة من حلقات قصة إنقلابك "المعجزة".. كما أشار إليها بعض أعضاء مجلس إنقلابك أثناء حديثهم عن قصة التحضير لذلك الإنقلاب... بل ونشرت لها أكثر من صورة، بل ربما كان حضورها على مسرح الأحداث السياسية الليبية بعد قيام الإنقلاب أكثر من حضور "أبومنيار".. بل تأكدت قصة قيامها بالبصق في وجه أحد أعضاء مجلس الإنقلاب الذي جاء يتلمس بأعتابها نافيا عن نفسه تهمة الإشتراك في محاولة أغسطس 1975 الإنقلابية.

كل ذلك صحيح... ومع ذلك فتبقى حقيقة "غياب" أو "تغييب" أخوالك عن أعين الليبيين وأسماعهم وعن مسرح الأحداث قائمة وغير قابلة للتفنيد أو الإنكار.

فما هو السر وراء هذا الأمر؟؟ وما هي حقيقته؟؟

نحن لا نستبعد ومن باب حسن الظن بك – رغم أنه لم يعد لذلك متسع أو مجال – أن يكون غياب أخوالك تواضعاً منهم، ونأياً بأنفسهم عن أضواء السلطة، وعن مظنّة الإتهام بالتقرّب والتزلف إليك، أو ربما خجلاً منك ومن أفعالك، ومع ذلك فإن "غيابهم" أو "تغييبهم" هذا هو في غير محله، وإذا لم يكن ضاراً بهم فهو دون أدنى شك ضار بك في أعين شعبنا البدوي البسيط وبخاصة في هذه الآونة التي كثر فيها اللغط حول هذا الموضوع.

ولنتحدث معك بكل صراحة..

أنت يامعمر مطالب بكشف السر عن أخوالك وتقديمهم إلى الليبيين وتعريفهم بهم حتى ولو لم يكونوا من أصحاب "البطولات والأمجاد والملاحم الجهادية" كأعمامك "المغاوير"، وحتى لو كانوا أناساً عاديين بسطاء من أمثالنا، ذلك أن الإستمرار في إخفاء هوية أخوالك هو أشد خطراً عليك.. ذلك لأنك الآن – وأكثر من أي وقت مضى – متّهم في نظر أبناء شعبنا بأنك ابن سِفاح وأن والدك الحقيقي قد لا يكون هو "محمد أبومنيار قذاف الدم" وبالتالي فلست من قبيلة القذاذفة.. وأن والدتك الحقيقية ليست هي المرحومة "عائشة بالنيران".. وأن أمك الحقيقية هي سيدة يهودية.. وأن هذا هو التفسير الحقيقي والوحيد ل"غياب" أو "تغييب" أخوالك.

وإذا كنت لا تعلم حتى الآن فلتعلم أن هناك روايات محددة عديدة يتناقلها الليبيون حول معجزة ولادتك وحقيقة والدك وأخوالك.

تتحدث أول هذه الروايات عن فتاة يهودية كانت تعيش في بلدة سرت وكانت تعمل في بيت أحد المعمرين الطليان الذين كانوا يعيشون في المنطقة ويملكون بها إقطاعيات واسعة.. وقد حملت تلك الفتاة المسكينة سِفاحاً من ذلك المعمّر الإيطالي لتنجب منه طفلاً ذكراً، وقَد طلب ذلك الإيطالي من "محمد ابومنيار قذاف الدم" الذي كان يعمل لديه (قلت يعمل لديه ولم أقل يجاهد) هو الآخر كي يتولى رعاية ذلك الطفل حفاظاً على سمعة وشرف الأم المسكينة.. ولم يتردد أبومنيار في تلبية طلب سيده الإيطالي فتولى تربية ذلك الطفل وأطلق عليه اسم "معمر" ليعرف فيما بعد باسم "معمر ابومنيار القذافي".

أما الرواية الثانية.. فتزعم نفس ما ورد في الرواية الأولى من وقوع الاعتداء على الفتاة اليهودية المسكينة من قبل المعمّر الإيطالي الذي كانت تعمل لديه. وتختلف عنها في أن تكليف السيد أبومنيار برعاية "الطفل السِفاح" جاءت بطلب من قسيس كنيسة ترهونة الذي كان السيد أبومنيار يعمل لديه في الكنيسة كحاجب (وبالإيطالية تندنتي).

أما الرواية الثالثة.. فتزعم أن كلا من السيد أبومنيار والفتاة اليهودية كانا يعملان لدى المعمر الإيطالي في بلدة سرت.. وأن السيد أبومنيار اعتدى على الفتاة اليهودية فأنجبت منه طفلاً هو أنت.. وتتشعب الرواية هذه عند هذه النقطة، ففيما يزعم بعض رواتها أن الفتاة اليهودية تركت طفلها للسيد أبومنيار الذي أخذه لزوجته المدعوة عائشة بالنيران لترعاه وليكون أمره سراً كبيراً بينها وبينه، تزعم رواية أخرى أن السيد أبومنيار تزوج من الفتاة اليهودية التي أسلمت وعرفت فيما بعد باسم "عائشة بالنيران".

إذن فأنت – وفقاً لهذه الروايات – إبن سِفاح من أم يهودية ومن أب قد يكون هو "محمد أبومنيار قذاف الدم"، وقد يكون أحد المعمّرين الإيطاليين الذين كانوا يعيشون في منطقة سرت الليبية. بل وتسترسل هذه الروايات لتزعم أن الإسم الأصلي لهذه الفتاة الأم اليهودية هو "زعفرانة بنت رحمين" أو هو "حالو راشيل السرتاوية" أو هو "ميمونة".

إذا كان الحديث حول حقيقة نسبك وحقيقة وهوية أخوالك قد عمّ وانتشر بين الليبّيين مؤخراً بعد صدور كتاب "أوراق الموساد المفقودة"1 لمؤلفه "جاك تايلور" والذي اتهمك صراحة بأن جذورك من حيث الأم يهودية، وإذا كان هذا الموضوع قد زاد ذيوعاً وانتشاراً بعد تصريحاتك خلال شهر أبريل 1993 التي أبديت فيها استعدادك لإرسال عدد من الحجاج الليبيين لزيارة بيت المقدس2، وتهديداتك بتغيير القبلة بالنسبة لليبيين، وفي ظل لقاءاتك المتكررة بعدد من رجال الإعمال من أصل يهودي وتاجر السلاح اليهودي "يعقوب نمرودي" الذي تجمعك به صلات حميمة بأنه يتوقع بأن تكون ثاني رئيس عربي يزور إسرائيل بعد السادات.. ومع ذلك فإن الحديث عن موضوع نسبك اليهودي المشبوه، قد ذاع بين الليبيين وغيرهم منذ زمن بعيد يكاد يرجع إلى السنوات الأولى من عمر انقلابك المشئوم.

ودعني أقف في هذا الموضوع عند بعض المحطات وأذكرك ببعض التفاصيل والوقائع..

الواقعة الأولى.. تتعلق بما كتبته صحيفة "أوجي" OGGI الإيطالية في شهر أكتوبر عام 1970 حول حقيقة نسبك، وأن أمك هي سيدة يهودية كانت تعيش في منطقة سرت الليبية.

أما الواقعة الثانية.. فهي تتعلق بما كشف عنه الأستاذ المحامي "إبراهيم الغويل" من أنه – أثناء ترأسه لتحرير جريدة البلاغ الليبيية خلال السنوات الأولى للإنقلاب – قام هو والأستاذ "أحمد صدقي الدجاني" خلال سنة 1973 بإجراء مقابلة صحفية معك.. وأنك ذكرت لهم خلال تلك المقابلة بأنه كان لك ابن عم يشبهك تماماً وأنه كان من أم يهودية، وأن ذلك الأمر كان يسبب لك حرجاً ومتاعب كثيرة مع أصدقائك وبين زملائك، ولم ينته ذلك الحرج وتلك المتاعب إلا بوفاة ذلك القريب (ابن العم)! ويروي الأستاذ الغويل المحامي أنه عندما عاد إليك لمراجعة نص المقابلة الصحفية قبل نشرها قمت بقلمك الخاص بشطب الفقرة المتعلقة بابن العم (الفقيد).. وإذا كانت المقابلة قد صدرت بدون تلك الفقرة فإننا لا نشك أن ذاكرة الأستاذ الغويل والدكتور الدجاني ما تزال تحفظ تلك الواقعة، كما أن أرشيف جريدة البلاغ ما يزال يحتفظ بصورة كاملة من تلك المقابلة وآثار قلمك عليها.3

أما الواقعة الثالثة.. فهي تلك التي رواها الرائد "عمر عبدالله المحيشي" وأكدّها من بعد السفير المرحوم "خليفة عبدالمجيد المنتصر".. فلقد ذكر الرائد المحيشي الذي لا نشك أنك ما تزال تذكر أنه كان رفيق كفاحك وكان أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة أنه تلقّى أثناء قيامه بمهام أمين مجلس قيادة الثورة (بعد إستقالة الرائد مختار القروي) في عام 1972، تلقى في مقرّه بطرابلس رسالة باللغة الإيطالية قام بإحالتها على المرحوم خليفة المنتصر السفير بوزاة الخارجية الليبية ليتولى ترجمتها إلى العربية، وقد كانت تلك الرسالة وفقاً لما رواه المرحوم المحيشي وأكدّه المرحوم خليفة المنتصر مرسلة إليك من قبل كاردينال مدينة ميلانو – حينذاك – يُذكرُك فيها بالدماء اليهودية والمسيحية التي تجري في عروقك ويناشدك بموجب ذلك أن تلعب دوراً في التقريب بين أبناء الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.. ويتكهّن البعض أن ذلك الكاردينال هو نفسه القسيس الذي كان يرعى كنيسة ترهونة، والذي لجأ إليه المعمر الإيطالي الذي سبق أن أشرنا إليه طالباً منه مساعدته في البحث عن شخص يكفل ابنه الحرام من فتاة سرت اليهودية، وهو الذي طلب بدوره من المدعو "محمد ابومنيار قذاف الدم" الذي كان يعمل ساعياً عنده كي يرعى ذلك "الإبن الحرام" الذي هو "أنت"، وهو الشئ الوحيد الذي يمكن أن يفسر كلمات كاردينال ميلانو في رسالته إليك.

أما الواقعة الرابعة.. فهي تتعلق بمقتل "عمار ضو التقّازي" سفيرك في روما خلال شهر يناير من عام 1984، في العاصمة الإيطالية، فالذي تسرب من معلومات – ستظل قيد البحث والتدقيق والتمحيص – هو أن سيدة يهودية اتصلت بسفيرك في روما المدعو عمار ضو ومعها يهودي من أصل ليبي يدعى "مردخاى فضلون" مقيم هو الآخر في روما، وأن هذه السيدة أسرّت لذلك السفير بمعلومات ووثائق مفادها أنها أخت صغرى لوالدتك، وأنها هاجرت مع بقية أهلها إلى إسرائيل في عام 1948، وطلبت من السفير أن ينقل هذه المعلومات والوثائق إليك، مؤملة أن تقدم لها ولأسرتها مساعدة مالية مناسبة، ونظراً لخطورة وجدية المعلومات والوثائق فإن السفير التقازي لم يستطع أن يسكت على الأمر أو أن يحجبه عنك أو أن يبت فيه وحده4، ومن ثم قرّر السفر فوراً إلى طرابلس وطلب مقابلتك لإطلاعك على الموضوع الخطير واستلام تعليماتك بعد أن استطلع نصيحة صديقه الحميم "أبوزيد دوردة"، وقد كان ردّك للتقازي بعد أن استمعت إلى القصة التي جاء يحملها – وفقاً لما رواه لذات الصديق – "ارجع إلى مقر عملك وسوف تأتيك التعليمات مني مباشرة".. وتشاء "الصدف" أن يتم اغتيال التقازي بعد عودته من طرابلس بأيام معدودة، ثم بعد عدة أسابيع اخترقت رصاصات صدر اليهودي المدعو "مردخاى فضلون" المقيم في روما يوم 2 أغسطس 1985، والعجيب أن السلطات الإيطالية لم تستطع إلقاء القبض على الجناة في الحالتين.

أما الواقعة الخامسة.. فهي تتعلق بمصرع المقدم "صالح أبوفروة" أمين مكتبك لشئون التحقيقات في شهر يناير من عام 1983، عندما كان بصحبتك أثناء إحدى زياراتك الرسمية لرومانيا، وإذا كانت أجهزة دعايتك قد روجت أن المرحوم أبوفروة قد لقي مصرعه أثناء رحلة صيد كنت قد قمت بها خلال تلك الزيارة، إلا أن المعلومات قد تسربت بأنه قد لقي مصرعه على يد أحد أعوانك في رومانيا لإن سيدة يهودية قامت بالإتصال بأمين مكتبك للتحقيقيات خلال تلك الزيارة في رومانيا وطلبت منه تدبير لقاء لها معك مدعية بأنها قريبة لك من جانب والدتك،5 وأنها كانت قد هاجرت مع أسرتها إلى إسرائيل عام 1948. فكان أن أصدرت أوامرك لأحد حراسك بأن يقوم بتصفية أبوفروة وقد كان.

أما الواقعة السادسة.. فهي تتعلق بما ثبت حول ترددك سراً بطائراتك الخاصة – وأكثر من مرة – على مزرعة بالقرب من مدينة "فلورنسا" الإيطالية حيث يقطن "عجوزان" إيطاليان منذ سنوات بعيدة، وفيما احتار البعض منا في تفسير هوية هذين العجوزين الإيطاليين وطبيعة الصلة التي تشدك إليهما وتجعلك تتردد لزيارتهما عدة مرات.. فإن بعضاً من أبناء شعبنا لم يتردد في الزعم بأنه قد تكون لك بهما صلة قرابة حقيقية.. وربما كان أحدهما هو ذلك "المعمر" الإيطالي الذي كان يقيم في سرت والذي قد يكون والدك الحقيقي، وأن السيدة العجوز قد تكون هي تلك الفتاة اليهودية السرتاوية (المدعوة زعفرانة، أو ميمونة، أو حالو راشيل السرتاوية).6

أما الواقعة السابعة.. فهي تتعلق باعترافك بنفسك عن جذورك التي أشرت إليها في لحظة من لحظات الوحي الفني في قصتك التي نشرتها لك صحيفة "المستقبل" تحت عنوان "الفرار إلى جهنم" والتي تحدثت فيها عن جدتك حيث قلت: "هكذا قال الحاج مجاهد ولد عمتي عزة بنت جدّاي غنيمة أخت الكونتيسا ماريا"!

نعم.. هذه جملة "وقائع" يمكن التحقق من صحتها من عدمه، فإذا صحت فإن دلالتها واضحة، وإذا ثبت زيفها فتكون حجة على مدعيها ومروجيها.

ولكنك تعلم أن التحقق من مدى صحة هذه الوقائع والإدعاءات لا يكون إلا بأحد أمرين: الأول، أن تأمر أنت بفتح باب التحقيق في هذه الوقائع وهو ما نستبعد حدوثه كل الإستبعاد. والثاني: أن تقدم أخوالك لليبيين كي يتعرفوا عليهم وهو الأمر الذي نحسب أنه على درجة عالية من البساطة والسهولة.

غير أننا نعلم أن هذا لن يحدث.. فأخوالك لا وجود لهم فوق أرض ليبيا كما يبدو.

ودعني فضلاً عن هذه الوقائع أشير إلى جملة من الحوادث والتصرفات التي صدرت منك، ولا نجد لها نحن الليبيين تفسيراً، إلا في نسبك المشبوه، من ذلك:

· قيامك بتأسيس ما يسمى بحركة "الراهبات الثوريات" واتخاذك من الفتيات الليبيات حرساً خاصاً بك.. ورغم أن الجميع يعلم بأنك لا تعتمد على وجودهن حولك في أغراض حراستك وأمنك.. وكأنك تعرض بوجودهن معك بشرف كل الليبيين والليبييات، وكأنك بذلك تنتقم لأمر يتعلق بشرفك العائلي، ويقع في ذات الباب ما اشتهر عنك خلال السنوات الأخيرة وما عرف عنك ببرنامج "الترشيد"؟! هل فهمت ما أعني؟!

· قيامك ومنذ عام 1977 بإختيار "السابع من أبريل" موعداً سنوياً لتعليق الأحرار من أبناء ليبيا وشبابها على أعواد مشانقك دون وجود مبرر ظاهر معروف لإختيار هذا التاريخ بالذات عدا ما هو معروف عن قصة الفطير التلمودي!

· قيامك مع بداية عام 1980 بتنفيذ برنامج لهدم ضريح "سيدي حمودة" الملاصق لميدان الشهداء بمدينة طرابلس بحجة توسعة الساحة الخضراء.. ومن المعروف أن الضريح هو لأحد الصوفيين الصالحين والذي كان يهود طرابلس قد قاموا بذبحه خلال عهد أحد الولاة الأتراك لإتهامهم له بأنه كان يحرض أهالي مدينة طرابلس ضد اليهود.. وهي الساحة التي انتهت لأن تكون محطة للسيارات؟!

· قيامك بتبني حركة "أبناء الرب" التي يتزعمها اليهودي "موشى ديفيد" وقيامك بالإغداق عليهم ورعايتهم، وقيام هذه الحركة بالدعاية لك ولنبوتك الجديدة لإنقاذ العالم.

· قيام أجهزتك الأمنية بإطلاق وترديد القصص الساخرة والنكات اللاذعة التي تحاول النيل من أهالي منطقة ترهونة الليبية، الأمر الذي يستبعد أن يكون لمجرد الإنتقام من موقفهم الجرئ في مواجهة عناصر لجانك الثورية في المنطقة في بداية الثمانينات، ولكننا نعتقد أنه محاولة – خفية – منك للإنتقام لما تعرض له "المجاهد" المدعو أبومنيار القذافي من هوان عندما كان يعمل بها حاجباً لدى قسيس كنيستها، وهي الكنيسة التي شهدت "معجزة تبنيك."

· ثم هناك قصة البيت الواقع بالمدينة القديمة بطرابلس، والذي كانت تقطنه إحدى العائلات اليهودية. والتي يؤكد بعض سكانها رؤيتهم لك تتردد عليه في مرحلة مبكرة من عمرك (قبل قيامك بالإنقلاب)، وهو البيت الذي كلفت منذ بضع سنوات المدعوة "فوزية شلابي" بالإشراف على مهمة إصلاحه وترميمه.. وقمت بزيارته زيارة خاصة بعد إنجاز تلك المهمة منذ بضع سنوات.

· ثم هناك قصة المبنى الواقع بين شارع ميزران وشارع الوادي في مدينة طرابلس بالقرب من ميدان اشهداء، والذي أمرت بهدمه مباشرة بعد قيام الإنقلاب، وظل مهدما دون أن يعاد بناؤه أو الإستفادة من مساحته الفضاء بأي شكل من الأشكال. إن أهالي سكان مدينة طرابلس، وبخاصة كبار السن منهم، يتذكرون أن ذلك المبنى الذي قمت بتهديمه كان مقاماً فوق بقعة أرض كان يوجد فوقها معبد يهودي.. فأي صدفة هذه التي جعلتك تأمر بهدم ذلك المبنى.. وأي صدفه أخرى جعلتك تمنع استغلال تلك البقعة في أي غرض جديد أو منفعة عامة.

إن الكثيرين من الليبيين الذين وصلتهم أخبار هذه الوقائع والحوادث لا يجدون تفسيراً لها إلا في نسبك المشبوه.. وأرجو المعذرة يامعمر فإن هذه الوقائع أكثر من أن تكون مجرد مصادفات أو من باب الإختلاق لغرض التشنيع بك والإفتراء عليك.

ودعني يا معمر أضيف إلى ما سردته من وقائع وحوادث ملاحظتي الخاصة المتعلقة بتفسير كثير من مظاهر سلوكك السياسي والشخصي عبر كل هذه السنوات والتي لم أجد لها تفسيراً مقنعاً واحداً إلا في نسبك المشبوه.

فكيف يمكن تفسير هذا الكم الهائل من "الأحقاد" التي صدرت منك في أقوالك وتصريحاتك وقراراتك وقوانينك بحق الشعب الليبي بكافة فئاته وفي كافة مناطقه، رجاله ونسائه، شيبه وشبابه وحتى أطفاله؟ وحاضره ومستقبله؟

وكيف يمكن تفسير هذا "البرنامج الإنتقامي الرهيب" الذي شرعت في تنفيذه منذ السنوات الأولى لإنقلابك المشئوم والذي استهدفت من ورائه النيل من رجولة الرجال، والإعتداء على شرف الحرائر العفيفات، واستهدفت من خلاله تلويث كل ما هو مقدس ونبيل وطيب في بلادنا وحياتنا.

وكيف يمكن تفسير هذه "البرامج المنظمة" التي شرعت في تنفيذها منذ استيلائك على السلطة في بلادنا والتي استهدفت من خلالها ليس فقط إلى حرمان الليبيين من ثروات بلادهم وخيراتها بل وإلى تجويعهم وتعطيشهم وتجهيلهم وحرمانهم من حق الدواء والعيش الكريم الآمن.. بل لم تتردد في دعوتهم إلى الهجرة عن بلادهم.

وكيف يمكن تفسير هذا الكم الهائل من القتل والتقتيل بين الليبيين من خلال الفتن التي افتعلتها بينهم، ومن خلال الحروب المجنونة التي دفعت بشبابهم وشيبهم إليها، ومن خلال عمليات التعذيب والإعدام المتواصلة والتي شملت خيرة شبابهم ورجالهم من عسكريين ومدنيين.

وكيف يمكن تفسير تلك الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها 157 من الأرواح البريئة في لحظات عندما أمرت بتفجير الطائرة المدنية الليبية فوق سماء طرابلس يوم 22 ديسمبر 1992، ثم وقفت في برود تكيل التهم للغرب وتستغل دماء الضحايا لمقايضة ضحايا طائرة "لوكربي".

وكيف يمكن تفسير سلوكك الإباحي الماجن والذي شهد عليه كل من حولك، والذي شهدت مدينة القاهرة أحدث استعراضاته وأكثرها تهتكاً وإباحية ودعارة أثناء زيارتك والمفاجئة لها خلال شهر فبراير/شباط 1993 الماضي.

وكيف يمكن تفسير هذا التطاول من قبلك على عقيدة شعبنا الإسلامية وعلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى تاريخ صحابته الأجلاء رضي الله عنهم وعلى الكعبة المقدسة وعلى شعائر الصلاة والصوم والحج... وكيف يمكن تفسير تهديدك مؤخراً بتحويل القبلة التي يصلي نحوها سائر المسلمين؟!

وكيف يمكن تفسير تشويهك لجهاد الليبيين ضد الغزاة الإيطاليين والذي لم يكن تنصيبك للمدعو أبومنيار القذافي كأحد قادته (إن لم يكن شيخ قادته) إلا فصلاً من فصول هذا التشويه والتنزييف؟!

ثم كيف يمكن تفسير كثير من مواقفك السياسية "الفعلية" تجاه قضية الوحدة العربية، وتجاه المسجد الأقصى و الإنتفاضة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتجاه عدد من النزاعات والحروب العربية والإقليمية، وتجاه كثير من النزاعات والصراعات الإفريقية والدولية: أفغانستان والحبشة وأوغندا وليبيريا وبنما، والبوسنة والهرسك، وكوسوفا، وقيامك بتغييب الإمام الجليل موسى الصدر ورفيقيه؟!

ثم كيف يمكن تفسير هذا الكم الهائل من العلاقات القوية والمشبوهة مع عدد من الشخصيات الأوروبية المعروفة بتوجهاتها المريبة من أمثال: "تشاوشيسكو" و"كرايسكي" و "جوليو أندريوتي" و "دوم منتوف" و "أريك رولو" و "نورييجا" و "تايني رولاند" و "عدنان الخاشقجي" وغيرهم، ثم هذا السيل الجديد من العلاقات اليهودية المفضوحة مع شخصيات من أمثال "يعقوب نمرودي"، و"رفائيل فلاح" الشهير بالكيش؟!

صدقّني يامعمر أنني لم أجد تفسيراً وتعليلاً مقنعاً لكل هذه الجوانب والمظاهر من سلوكك السياسي والشخصي إلا في "عقدة" أو قل "حقيقة" نسبك المشبوه.

نعم، لو كنت يا معمر قد ولدت في بلد آخر غير ليبيا لما أعار الناس كثير اهتمام إلى هذا الموضوع. فكم هو عدد أولئك المشبوهي النسب؟

ولكنك تعلم يامعمر، أنك لو كنت قد ولدت في غير ليبيا، ما كنت لتستطيع أن تستولي على السلطة بهذه السهولة التي تمت لك في عام 1969، وما كنت لتجد تحت تصرفك كل هذه الأموال والثروات الهائلة لتعبث كل هذا العبث، ولتشتري بها لنفسك كل هذه الشهرة.. فهذه بتلك.

من حقك يامعمر أن تعتب علينا لإثارة هذا الموضوع، ولكننا نرجو ألا تلومنا، فقد اكتوى شعبنا بنار أحقادك وانتقامك وشرورك كثيراً، كما أنك فوق ذلك نصّبت نفسك – أو قبلت تنصيبك – أمينا للقومية العربية، كما نصّبت نفسك إماماً للأئمة، ورشحت نفسك خليفة للمسلمين، فمن حقنا أن نثير معك هذا الموضوع ذا الدلالات البعيدة والخطيرة.

كما إننا نرجو ألا تلومنا كثيراً حول إثارة هذا الموضوع فقد عرف تاريخنا القريب البعيد بعض الدجالين لعل أشهرهم ذلك القرصان النصاب الذي نزل ذات يوم شواطئ مدينة طرابلس بسفينته وقراصنته، مستغلا صعوبة بل استحالة الإتصالات، ليدعي بأنه الوالي الجديد القادم من الأستانة ليحل محل الوالي العثماني الحالي، فما كان من الوالي إلا أن رضخ لأوامر الخليفة، وما كان من الأهالي إلا أن رحبوا بالوالي الجديد وخرجوا لاستقباله.

وتمضي القصة لتحدثنا بأن هذا "الوالي الدجال" شرع في اتخاذ جملة من الترتيبات والقرارات كان من أهمها وأخطرها دعوته للأهالي بأن يحضروا إليه ما لديهم من عملة ذهبية ذلك أنه يزمع بناء على أمر الخليفة العثماني صك عملة ذهبية جديدة.. ولم يتردد الأهالي في تصديق كلام الوالي وسارعوا في تقديم ما لديهم من عملة ذهبية قديمة إليه.. وأصبح الأهالي ذات يوم ليجدوا أن "الوالي النصاب" قد رحل فجأة ومعه عصابته بعد أن جمع كل ما حصل عليه من ذهب الأهالي وما استطاع جمعه من خزانة الدولة وثروتها.

والناس كما تعلم يامعمر يرددون بعلم أو بجهل مقولة "التاريخ يعيد نفسه" وهم يخشون أن تكون قصتهم معك هي نفس تلك القصة القديمة مع اختلاف في بعض التفاصيل، واحتمال ألا يكون القرصان في هذه المرة يعمل وحده.. ويخشون أن يكون وراءه من وراءه.

أعود إلى قصة أخوالك وهي بيت القصيد في هذا المقام.

ومن باب التدليل على أهمية "الأخوال" في تراثنا الليبي حتى في عالم الحيوان، ففيما ترويه قصص تراثنا الشعبي الليبي أن "البغل" سئل ذات يوم عن هوية أبيه، ولأن البغل استحى في نسبة أبوته إلى "الحمار" فرد على سائليه قائلاً إن "خالي هو الحصان". لا نشك في أنك يامعمر عرفت دلالة القصة.

فلترح شعبنا.. ولتقل لنا من هم أخوالك.

وإذا لم يكن ذلك من حق شعبنا عليك – فأنا أعلم بأنهم ليس لهم أي حق عليك – فهو من واجبك إزاء نفسك وإزاء المعجبين بك والمفتونين بك على قلتهم الآن.

بقي أن أقول لك، ولمن يقرأ هذه الموضوع من غير العرب والمسلمين، إننا نحن الليبيين ننتسب إلى أمة تفخر بأن تاريخها عرف كثيراً من أبناء الشعوب والديانات الأخرى الذين أسلموا وحسن إسلامهم وتسنموا أعلا المناصب السياسية والعلمية والعسكرية، بل إن تاريخها هو نتاج كل ما أسهمت به كافة الألوان والأجناس والأعراق التي التقت تحت راية الإسلام.

كذلك فنحن الليبيين جزء من حضارة الإسلام التي تعايش في ظلها أتباع مختلف الأديان فلم تضق بهم، بل يسجل تاريخ هذه الحضارة أن هؤلاء شغلوا أعلا المناصب وأرفعها في الدولة الإسلامية رغم احتفاظهم بدياناتهم.

فلا غضاضة أن تكون يامعمر كذا أو كذا أو كذا.

ولكن يبقى من حق شعبنا أن يعرف..

من هم أخوالك؟!


No comments:

See More........... Related Posts with Thumbnails
ضع تعليقاتك